( مشهد يومى ) قصة قصيرة
فجأة تجدها أمامك .. تتسمر وتحملق فى وجهها مشدوها .. هى حقا ؟ وبعد كل هذه السنوات العجاف !!.. عيناها الواسعتان تتدفقان ذكاء ومرحا غامضا كما كانتا ، ونظراتهما تخترق ضلوعك وتتفحص مسامك.. تعد شعيراتك البيض بسرعة وتلحظ انحناءة ظهرك الطفيفة ، بينما تفشل أنت فى القبض على شعرة بيضاء واحدة برأسها وترجفك رشاقتها القاتلة...
تجذبك أفكارك الملتهبة بعيدا عنها أو إليها فى مكان وزمان بعيدين.. حين جلست وحيدا تستجدى الدقائق والثوانى مقسما أنها حتما ستأتى ، لأنك قلت لها إنها فرصتكما الأخيرة لتسحقا كل عقارب الشك التى تنهش حبكما وتضعا أقدامكما على طريق يأبى إلا المراوغة...
تتشاغل بعد نجيمات بعيدة تعرف عددها جيدا ، ودقات ساعتك تطن بقسوة تتهرأ لها طبلتا أذنيك.. عندما يخايلك طيفها فى كل واحدة تمر أمام عينيك الغائمتين بسحب تتوق إلى الانهمار ؛ تجبر نفسك على التنهد بارتياح كاذب لأن هناك عشرات الأسباب قد تؤخرها هكذا...
تحاول عبثا خلق أخطاء مزعومة أخطأتها أنت ، وتفشل فى إيجاد تبريرات مقنعة لأخطائها المتكررة.. لكنك - بابتسامة بلهاء - تصر على أنها ستجئ ويصر جسدك المرتعش على التشبث والذوبان بمقعدك الذى بدأ يمل ويتقزز منك... تقسم أنها خمس دقائق فقط وتنصرف ، وقبل الدقيقة الخامسة بثوان تجعلها عشر دقائق.. ولكن هل تبخل على عامين كاملين من الحب بعدة دقائق أخرى.. هه.. هل تبخل ؟...
لا.. إنها نصف ساعة أخرى إذن.. نعم.. نصف ساعة لا غير...
تظل تنتظر دقائق وساعات أخرى بلا عدد... يمتصك الوقت شيئا فشيئا وتود الأرض لو تنعدم قوانين الجاذبية لتلفظك باشمئزاز... وتنهض.. صغيرا.. متلاشيا.. تغمض عينيك عن كل شىء سوى ضعفك وخيبتك ، وتمر السنوات وقد أدمنت إغماض عينيك ...
وحين تفتحهما ، تجدها - الآن - أمامك.. فتفتش عن كلمات.. أية كلمات لتقولها وحين تعثر عليها تفقد لسانك.. ولا ينقذك إلا صوت ملائكى لم تنتبه لصاحبته سوى الآن.. وتراها تمسك يد طفلتها لتغيب عن عينيك اللتين تحاول إغماضهما ثانية لكنهما ترفضان بإصرار..عندئذ فقط تتساءل بغباء لماذا نسيت أن تتزوج ويخيل إليك أن ظهرك ينحنى عدة سنتيمترات أخرى غالية.
– تمت – إيهاب رضوان
فجأة تجدها أمامك .. تتسمر وتحملق فى وجهها مشدوها .. هى حقا ؟ وبعد كل هذه السنوات العجاف !!.. عيناها الواسعتان تتدفقان ذكاء ومرحا غامضا كما كانتا ، ونظراتهما تخترق ضلوعك وتتفحص مسامك.. تعد شعيراتك البيض بسرعة وتلحظ انحناءة ظهرك الطفيفة ، بينما تفشل أنت فى القبض على شعرة بيضاء واحدة برأسها وترجفك رشاقتها القاتلة...
تجذبك أفكارك الملتهبة بعيدا عنها أو إليها فى مكان وزمان بعيدين.. حين جلست وحيدا تستجدى الدقائق والثوانى مقسما أنها حتما ستأتى ، لأنك قلت لها إنها فرصتكما الأخيرة لتسحقا كل عقارب الشك التى تنهش حبكما وتضعا أقدامكما على طريق يأبى إلا المراوغة...
تتشاغل بعد نجيمات بعيدة تعرف عددها جيدا ، ودقات ساعتك تطن بقسوة تتهرأ لها طبلتا أذنيك.. عندما يخايلك طيفها فى كل واحدة تمر أمام عينيك الغائمتين بسحب تتوق إلى الانهمار ؛ تجبر نفسك على التنهد بارتياح كاذب لأن هناك عشرات الأسباب قد تؤخرها هكذا...
تحاول عبثا خلق أخطاء مزعومة أخطأتها أنت ، وتفشل فى إيجاد تبريرات مقنعة لأخطائها المتكررة.. لكنك - بابتسامة بلهاء - تصر على أنها ستجئ ويصر جسدك المرتعش على التشبث والذوبان بمقعدك الذى بدأ يمل ويتقزز منك... تقسم أنها خمس دقائق فقط وتنصرف ، وقبل الدقيقة الخامسة بثوان تجعلها عشر دقائق.. ولكن هل تبخل على عامين كاملين من الحب بعدة دقائق أخرى.. هه.. هل تبخل ؟...
لا.. إنها نصف ساعة أخرى إذن.. نعم.. نصف ساعة لا غير...
تظل تنتظر دقائق وساعات أخرى بلا عدد... يمتصك الوقت شيئا فشيئا وتود الأرض لو تنعدم قوانين الجاذبية لتلفظك باشمئزاز... وتنهض.. صغيرا.. متلاشيا.. تغمض عينيك عن كل شىء سوى ضعفك وخيبتك ، وتمر السنوات وقد أدمنت إغماض عينيك ...
وحين تفتحهما ، تجدها - الآن - أمامك.. فتفتش عن كلمات.. أية كلمات لتقولها وحين تعثر عليها تفقد لسانك.. ولا ينقذك إلا صوت ملائكى لم تنتبه لصاحبته سوى الآن.. وتراها تمسك يد طفلتها لتغيب عن عينيك اللتين تحاول إغماضهما ثانية لكنهما ترفضان بإصرار..عندئذ فقط تتساءل بغباء لماذا نسيت أن تتزوج ويخيل إليك أن ظهرك ينحنى عدة سنتيمترات أخرى غالية.
– تمت – إيهاب رضوان