بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن من أعظم صفات أهل الجنة هي أن وظيفة أحدهم الأساسية في هذه الحياة هي عبادة الله ، والدعوة إليه ، والعمل لهذا الدين ، ونصح الناس ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبصراحة ...
** بعض الناس إذا سمع الحديث حول الدعوة إلى الله ,, ظن أن الدعوة مقصورة على من أعفي لحيته وقصر ثوبه ! ثم قال لك أن أحلق لحيتي ، وأسبل ثوبي ، وادخن ، وجعل هذه الأمور حائلا بينه وبين الدعوة إلى الله تعالى ونصح المقصرين ، وهذا خطأ من وساوس الشيطان ...
** نعم لا أنكر أن الأصل في الداعية أن يكون مستقيما ً مطبقا ً لما يدعو إليه ،، ولكن لا يعني هذا أن يترك الرجل الطاعات بسبب وقوعه في بعض المعاصي .. ولعل تلك المعاصي أن تغوص في بحر الحسنات ...
** بل قد يستطيع المقصر أن يصل إلى أشخاص لا يستطيعون أن تدعو تارك الصلاة إلى أن يصلي .. فترك الصلاة كفر ..
** أنت تستطيع أن تنصح من يقع في الفواحش أن يتوب منها .. تنصح من يتعرض لأعراض المسلمين بان يكف عن ذلك ..
==> قال الشيخ : خرجت من المسجد يوما ً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين ... فعجبت لما رأيته .. ماذا تريد .. فلما سلم علي َّ قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالا ً لبناء مسجد أليس كذلك ؟
قلت : بلى ...
فناولني ظرفا ً مغلفا ً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواتي وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلالف ريال .. وانفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قاريء ... ولا يصلي مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئا ً له ..
ولو ان هذا الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص ٍ .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وأبني مسجدا ً .. لفاته أجر عظيم .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( من دعا إلى هدى كان له من الاجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ً )) ..
&& واعرف اثنين من الشباب المقصرين هما منذ سنوات .. إذا أقبل شهر رمضان أو مواسم الحج ركبا في سيارة وأخذا معهما أدوات خاصة بإصلاح أعطال السباكة والكهرباء .. ثم توجها مكة .. ومرا على جميع دورات المياه التي في طريق الحجاج والمعتمرين وأصلحا أعطالها .. خدمة لإخوانهم المسلمين .. ولا أحد يعرف عنهما ذلك ...
&& وحدثني أحد الدعاة أنه طرق عليه الباب في آخر الليل ..قال الشيخ : فخرجت فزعا ً فإذا شاب عليه آثار التقصير والمعصية .. فسألته : ماذا تريد ؟!
فقال : معي في السيارة اثنان من العمال الهنود أسلما على يدي وقد احضرتهما إليك لتلقنهما الشهادة وتجيب على أسألتهما !!!...
قال الشيخ : فعجبت وقلت : كيف دعوتهما ؟
فقال : لا زلت أتابعهما بالكتب والأشرطة حتى أسلما ...
--- > كم من خادمة كافرة ما نشط أصحابها في دعوتها ولا اهدوا لها كتابا ً ولا شريطاً عن الإسلام ؟! فبقيت على كفرها ...
--- > وكم من شاب فجأة الموت وهو تارك للصلاة .. أو مقيم على كبيرة من الكبائر ...لأن الدعاة ما استطاعوا الوصول إليه .. وأصحابه ما نشطوا في نصيحته ...!
--- > وكم من فتاة ترى زميلاتها في المدرسة .. يتبادلن الصور والأشرطة المحرمة ... بل وأرقااام الهواتف المشبوهة ..!! ومع ذلك إذ طالبناها بنصيحتهن قالت : أنا أحتاج إلى من ينصحني ,... أني مقصرة ... إذا أصبحت ملتزمة نصحتهن .!!
!...! عــــجــــــبـــــا ً !...!
ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات ..
؟ كيف دخل الإسلام إلى أفريقيا ؟! والهند ؟! والصين ؟! حتى صار في الهند 100 مليون إنهم أقوام من عامة الناس .. ليسو طلبة علم ..ولا أئمة مساجد .. ولا تخرجوا من كليات شرعية ..
أقوام ذهبوا للتجارة .. فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم .. فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصين والأفارقة علمااء ودعااة .. وأجر هدايتهم لهؤلاء التجار ..
:-: يا أخي قد تكون مقصرا ً ,, بل قد تستمع إلى الأغاني .. وقد تدخن .. وقد تقع في المعاصي .. ولكن أنت مسلم أولا ً وأخيرا ً ...
وقد قال لك النبي صلى الله عليه وسلم .. (( بلغوا عني ولو آية )) ..
أفلا تحفظ آية تبلغها ..
==> إن توزيع الأشرطة ... ونشر الكتب .. وتوزيع بطاقات الأذكار .. أمور لا تحتاج إلى علم .. من منا إذا سافر أخذ معه مجموعة من الأشرطة النافعة ثم إذا وقف في محطة وقود وضع في البقالة بعضها ... والبعض الآخر في مسجد المحطة ... او وزعها على السيارات الواقفة ... الناس في الطريق لا بد أن يسمعوا إلى شيء فكن معينا ً لهم على سماع الذكر والخير ...
:-: من منا إذا رأى كتابا ً نافعا ً اشترى منه كمية ثم وزعها في المسجد ؟! او اهداها لزملائه في العمل .. او طلابه في المدرسة ...؟
# أبو محجن الثقفي رضي الله عنه رجل من المسلمين .. وكان قد ابتلى بشرب الخمر .. وطالما عوقب عليها ويعود .. ويعاقب ويعود .. بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصي ولده ويقول :
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة .. توري عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفني في الفلاة فإنني .. اخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية .. خرج معهم أبو محجن .. وحمل زاده ومتاعه .. ولم ينس ان يحمل معه خمرا ً ..! دسها بين متاعه .. فلما وصلوا القادسية .. طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين .. وبدأت المراسلات بين الجيشين .. عندها وسوس الشيطان لأبي محجن رضي الله عنه .. فأختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر .. فلما علم به سعد رضي الله عنه غضب عليه .. وحرمه من دخول القتال ثم أمر به فقيد بالسلاسل .. واغلق عليه في خيمة ..
فلما ابتدأ القتال وسمع أبو محجن صهيل الخيول .. وصيحات الأبطال .. لم يطق ان يصبر على القيد واشتاق إلى الشهادة .. بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين .. وبذل روحه لله تعالى .. نعم .. وغن كان عاصيا ً .. وغن كان مدمن خمر ..إلا إنه مسلم يحب الله ورسوله .. فاخذ يتحسر على حاله ويترنم قائلا ً :
كفى حزنا ً ان تدحم الخيل بالقنى .. وأترك مشدودا ً علي وثاقيا ً
إذا قمت عناني الحديد وغلقت .. مصاريع مندوني تصم المنايا
وقد كنت ذا مال كثير واخوة .. وقد تركوني مفردا ً لا أخا ليا
فلله عهد لا أحيف بعهده .. لإن فرجت ألا أزور الحوانيا
ثم أخذ ينادي بأعلى صوته ...
فأجابته إمراة سعد : ماذا تريد ؟
فقال : فكي القيد من رجلي واعطني البقاء فرس سعد .. فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد .. وإن يقيت فلك علي عهد الله وميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في قدمي .. وأخذ يرجوها ويناشدها ... حتى فكت قيده وأعطته البلقاء .. فلبس درعه .. وغطى وجهه بالمغفر .. ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس .. وألقى نفسه بين الكفار يدافع عن هذا الدين ويحامي .. علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين ..حمل على القوم يلعب برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه .. تعجب الناس منه وهم لا يعرفونه ولم يروه في النهار .. ومضى أبو محجن يقاتل .. ويبذل روحه رخيصة في ذات الله .. نعم .. مضى أبو محجن ..
أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل في ساحة القتال .. لكنه كان يرقب القتال من بعيد .. فلما رأى أبا محجن عجب عن قوة قتاله .. وقال الضرب ضرب أبي محجن .. والكر كر البلقاء .. وأبو محجن في القيد .. والبلقاء في الحبس .. فلما انتهى القتال عاد أبو محجن إلى سجنه .. ووضع رجله في القيد .. ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟! فذكروا له قصة أبي محجن فرضي عنه واطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبدا ً .. فقال أبو محجن : وانا والله لا شربت الخمر أبدا ً ..
المصدر : بتصرف مني من كتيب هل تبحث عن وظيفة ؟ ، للشيخ / الدكتور : محمد العريفي
جزاه الله خيرا ً بمعنى الكلمة راااائع جدا جدا جدا ً وانصح الجميع بقراءته فهو مؤثر جدا ً ورائع بمعنى الكلمة
اخيكم/دعصام احمد
--------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن من أعظم صفات أهل الجنة هي أن وظيفة أحدهم الأساسية في هذه الحياة هي عبادة الله ، والدعوة إليه ، والعمل لهذا الدين ، ونصح الناس ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبصراحة ...
** بعض الناس إذا سمع الحديث حول الدعوة إلى الله ,, ظن أن الدعوة مقصورة على من أعفي لحيته وقصر ثوبه ! ثم قال لك أن أحلق لحيتي ، وأسبل ثوبي ، وادخن ، وجعل هذه الأمور حائلا بينه وبين الدعوة إلى الله تعالى ونصح المقصرين ، وهذا خطأ من وساوس الشيطان ...
** نعم لا أنكر أن الأصل في الداعية أن يكون مستقيما ً مطبقا ً لما يدعو إليه ،، ولكن لا يعني هذا أن يترك الرجل الطاعات بسبب وقوعه في بعض المعاصي .. ولعل تلك المعاصي أن تغوص في بحر الحسنات ...
** بل قد يستطيع المقصر أن يصل إلى أشخاص لا يستطيعون أن تدعو تارك الصلاة إلى أن يصلي .. فترك الصلاة كفر ..
** أنت تستطيع أن تنصح من يقع في الفواحش أن يتوب منها .. تنصح من يتعرض لأعراض المسلمين بان يكف عن ذلك ..
==> قال الشيخ : خرجت من المسجد يوما ً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين ... فعجبت لما رأيته .. ماذا تريد .. فلما سلم علي َّ قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالا ً لبناء مسجد أليس كذلك ؟
قلت : بلى ...
فناولني ظرفا ً مغلفا ً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواتي وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلالف ريال .. وانفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قاريء ... ولا يصلي مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئا ً له ..
ولو ان هذا الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص ٍ .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وأبني مسجدا ً .. لفاته أجر عظيم .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( من دعا إلى هدى كان له من الاجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ً )) ..
&& واعرف اثنين من الشباب المقصرين هما منذ سنوات .. إذا أقبل شهر رمضان أو مواسم الحج ركبا في سيارة وأخذا معهما أدوات خاصة بإصلاح أعطال السباكة والكهرباء .. ثم توجها مكة .. ومرا على جميع دورات المياه التي في طريق الحجاج والمعتمرين وأصلحا أعطالها .. خدمة لإخوانهم المسلمين .. ولا أحد يعرف عنهما ذلك ...
&& وحدثني أحد الدعاة أنه طرق عليه الباب في آخر الليل ..قال الشيخ : فخرجت فزعا ً فإذا شاب عليه آثار التقصير والمعصية .. فسألته : ماذا تريد ؟!
فقال : معي في السيارة اثنان من العمال الهنود أسلما على يدي وقد احضرتهما إليك لتلقنهما الشهادة وتجيب على أسألتهما !!!...
قال الشيخ : فعجبت وقلت : كيف دعوتهما ؟
فقال : لا زلت أتابعهما بالكتب والأشرطة حتى أسلما ...
--- > كم من خادمة كافرة ما نشط أصحابها في دعوتها ولا اهدوا لها كتابا ً ولا شريطاً عن الإسلام ؟! فبقيت على كفرها ...
--- > وكم من شاب فجأة الموت وهو تارك للصلاة .. أو مقيم على كبيرة من الكبائر ...لأن الدعاة ما استطاعوا الوصول إليه .. وأصحابه ما نشطوا في نصيحته ...!
--- > وكم من فتاة ترى زميلاتها في المدرسة .. يتبادلن الصور والأشرطة المحرمة ... بل وأرقااام الهواتف المشبوهة ..!! ومع ذلك إذ طالبناها بنصيحتهن قالت : أنا أحتاج إلى من ينصحني ,... أني مقصرة ... إذا أصبحت ملتزمة نصحتهن .!!
!...! عــــجــــــبـــــا ً !...!
ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات ..
؟ كيف دخل الإسلام إلى أفريقيا ؟! والهند ؟! والصين ؟! حتى صار في الهند 100 مليون إنهم أقوام من عامة الناس .. ليسو طلبة علم ..ولا أئمة مساجد .. ولا تخرجوا من كليات شرعية ..
أقوام ذهبوا للتجارة .. فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم .. فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصين والأفارقة علمااء ودعااة .. وأجر هدايتهم لهؤلاء التجار ..
:-: يا أخي قد تكون مقصرا ً ,, بل قد تستمع إلى الأغاني .. وقد تدخن .. وقد تقع في المعاصي .. ولكن أنت مسلم أولا ً وأخيرا ً ...
وقد قال لك النبي صلى الله عليه وسلم .. (( بلغوا عني ولو آية )) ..
أفلا تحفظ آية تبلغها ..
==> إن توزيع الأشرطة ... ونشر الكتب .. وتوزيع بطاقات الأذكار .. أمور لا تحتاج إلى علم .. من منا إذا سافر أخذ معه مجموعة من الأشرطة النافعة ثم إذا وقف في محطة وقود وضع في البقالة بعضها ... والبعض الآخر في مسجد المحطة ... او وزعها على السيارات الواقفة ... الناس في الطريق لا بد أن يسمعوا إلى شيء فكن معينا ً لهم على سماع الذكر والخير ...
:-: من منا إذا رأى كتابا ً نافعا ً اشترى منه كمية ثم وزعها في المسجد ؟! او اهداها لزملائه في العمل .. او طلابه في المدرسة ...؟
# أبو محجن الثقفي رضي الله عنه رجل من المسلمين .. وكان قد ابتلى بشرب الخمر .. وطالما عوقب عليها ويعود .. ويعاقب ويعود .. بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصي ولده ويقول :
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة .. توري عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفني في الفلاة فإنني .. اخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية .. خرج معهم أبو محجن .. وحمل زاده ومتاعه .. ولم ينس ان يحمل معه خمرا ً ..! دسها بين متاعه .. فلما وصلوا القادسية .. طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين .. وبدأت المراسلات بين الجيشين .. عندها وسوس الشيطان لأبي محجن رضي الله عنه .. فأختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر .. فلما علم به سعد رضي الله عنه غضب عليه .. وحرمه من دخول القتال ثم أمر به فقيد بالسلاسل .. واغلق عليه في خيمة ..
فلما ابتدأ القتال وسمع أبو محجن صهيل الخيول .. وصيحات الأبطال .. لم يطق ان يصبر على القيد واشتاق إلى الشهادة .. بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين .. وبذل روحه لله تعالى .. نعم .. وغن كان عاصيا ً .. وغن كان مدمن خمر ..إلا إنه مسلم يحب الله ورسوله .. فاخذ يتحسر على حاله ويترنم قائلا ً :
كفى حزنا ً ان تدحم الخيل بالقنى .. وأترك مشدودا ً علي وثاقيا ً
إذا قمت عناني الحديد وغلقت .. مصاريع مندوني تصم المنايا
وقد كنت ذا مال كثير واخوة .. وقد تركوني مفردا ً لا أخا ليا
فلله عهد لا أحيف بعهده .. لإن فرجت ألا أزور الحوانيا
ثم أخذ ينادي بأعلى صوته ...
فأجابته إمراة سعد : ماذا تريد ؟
فقال : فكي القيد من رجلي واعطني البقاء فرس سعد .. فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد .. وإن يقيت فلك علي عهد الله وميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في قدمي .. وأخذ يرجوها ويناشدها ... حتى فكت قيده وأعطته البلقاء .. فلبس درعه .. وغطى وجهه بالمغفر .. ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس .. وألقى نفسه بين الكفار يدافع عن هذا الدين ويحامي .. علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين ..حمل على القوم يلعب برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه .. تعجب الناس منه وهم لا يعرفونه ولم يروه في النهار .. ومضى أبو محجن يقاتل .. ويبذل روحه رخيصة في ذات الله .. نعم .. مضى أبو محجن ..
أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل في ساحة القتال .. لكنه كان يرقب القتال من بعيد .. فلما رأى أبا محجن عجب عن قوة قتاله .. وقال الضرب ضرب أبي محجن .. والكر كر البلقاء .. وأبو محجن في القيد .. والبلقاء في الحبس .. فلما انتهى القتال عاد أبو محجن إلى سجنه .. ووضع رجله في القيد .. ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟! فذكروا له قصة أبي محجن فرضي عنه واطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبدا ً .. فقال أبو محجن : وانا والله لا شربت الخمر أبدا ً ..
المصدر : بتصرف مني من كتيب هل تبحث عن وظيفة ؟ ، للشيخ / الدكتور : محمد العريفي
جزاه الله خيرا ً بمعنى الكلمة راااائع جدا جدا جدا ً وانصح الجميع بقراءته فهو مؤثر جدا ً ورائع بمعنى الكلمة
اخيكم/دعصام احمد